ÇáäÍáÉ æÒåæÑÇáÃÞÍæÇä
كنت أتجول في أجواء الحدائق المجاورة لخلايا النحل التي وضعتها في وسط هذه البساتين الخضراء التي ينعم بها وسط مدينة ليل الفرنسية التي تقع في شمال فرنسا والتي أقطن بها من زمان طويل.وكانت هذه الجولة في فصل الربيع الجميل. هذا الفصل الرائع الذي حباه الله للطبيعة كي تجدد فيه كيانها وتمر من حالة الجمود والنوم العميقين إلى عرس أنيق كله ينعان وأمل.
رفعت نضري ،فوجدت هذه الأشجار العالية المخضرة والمكسوة بزهور كؤوسية بيضاء،إنها أشجار الكستان الجميلة !.دفعني حب الإستطلاع والمعرفة دفعني إلى التقرب من هذه الزهور،فقطفت زهرة منها وأمعنت التحديق فيها لأطلع على شكلها وتركيبتها،فكان ماشد فضولي هوأن هذه الزهرة تتركب من زهيرات صغيرة متشابهة الشكل ،لكن هذه الزهيات تحمل نقطا ذات ألوان مختلفة : من أحمر ،أصفر و بني.فكان هذا منطلق بحثي الذي قمت به لأستوعب ماهية هذا الإختلاف الداخلي في اللون وسط ذات واحدة ألا وهي زهرة الكستان الكبيرة.
قمت ببحث لألبي رغبتي في معرفة سر هذا الفارق اللوني ،فكان منتوج هذا البحث مذهل !.وهاأنا أجيئ به لأبين لكم عبر هذه السطور المتواضعة سر هذا التنوع اللوني.
أوحى الخالق عز وجل لمكونات هذا الكون المتقن التركيب ،أوحى لهذه المكونات كي تنسجم في ما بينها وتندمج بحسن.فهذه الزهرة تكتسي أجمل حلتهافي فصل الربيع وتتعطر بروائح جدابة،وتنتج رحيقا حلوا،مغريا للإرتشاف،فتجلب إليها حشرات التلقيح التي تبحث بدورهاعن غذاء منعش يحفض أجسامها ويعطيها قوة لتستمر في الوجود.ومن بين هذه الحشرات تأتي النحلة في الدرجة الأولى.فهي تعمل جادة مفرطة في الجهد لتنعم بهذا الرحيق العطر وهذه الحبوب المعبئة بالطاقات الكيماوية الممتازة،لتصنع لهاولنا عسلا طيبا طازجاشافيا كما جاء في محكم الكتاب والتنزيل في آيات النحل المباركة:"..يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه يه شفاء للناس.."صدق الله العظيم.
نعود لهذه الألوان المختلفة وسط نفس الزهرة.توصلت لمعرفة سر هذه الألوان،وهو أن الزهرة التي مرت عليا النحلة ،وارتشفت رحيقها،تبدل لونها من أصفر إلى أحمرثم بني،معلنة بذلك للنحلة القادمة،أنها قد لقحت بصفة نهائية،فلا داعي للعودة إليها مرة ثانية.وهكذا،وكأنهاتقول للنحلة الجديدة :"إذهبي لزهرة أخرى لازالت تنتضر التلقيح ،فأنا قد لقحت !".
وليكن في علم القارئ أو السامع المحترم بأن النحل لا يرى اللون الأحمر لأنه يوجد فوق قدرته البصرية.
وبهذا ندرك أن هذا التجاوب بن النحلة و زهرة الكستان،هو تفاهم تام،ركبت قواميسه من لدن مبدع حكيم،خلق فسوى ثم قدر فهدى،وجعل لكل شئ حكمة تدبره.
العلماء الملحدون يعللون هذابضرورة حفض الذات وبهذا يكون الإنسجام و التجاوب البيئي شئ واجب على كل جسم حي من نبات أو حيوان.هذا حقيقي،لكن من أهل هذا ؟.إن تحليل العلم ينحصر في المرحلة الأولى من الكشف.وكأن قشعريرة أصابت الأذهان فأبت إلا أن تتملك عقول الباحثين ،مانعة إياهم الفهم العميق الذي أوحى به رب العزة لنبيه في القرآن الكريم لينيربه عقل المخلوق السامي الذهن الذي يسأل :"من خلق ها؟"ليجد نفسه أمام الرد المحثم الذي تكمن فيه كل الحقيقة :" إنه الخالق البارع المصور،ذو الأسماء الحسنى!.
ختاما أقول: "اللهم أنر عقولنا بمعرفتك،وعلمنا ما يقربنا إليك زلفى ،آمين يا رب العالمين".
علي في 11أبريل2010